Friday, January 3, 2020

خان الصابون كان تصنيع وبيع الصابون الّذي تحوّل الى محجّ لآلاف السياح سنويًا



يسافر بك "خان الصابون" الى ذاكرته المكانية الأصيلة في قصّته التي تتعتّق عبر الزمن في خوابي العطورات النبيلة والمكوّنات الطبيعية. إنه مكان تصنيع وبيع الصابون الّذي تحوّل الى محجّ لآلاف السياح سنويًا، من مختلف الجنسيات، لا بدّ من زيارته حين يقصدون طرابلس. السّر أزهر في الإرادة المتنامية لمؤسس الخان والأب البيولوجي له الدكتور بدر حسّون الّذي بدأ من العمل المحلي ليضيف إليه بصمة ذاع عبقها حول العالم وصارت حالة ريادية استثنائية تُدرّس في كليات ادارة الاعمال بالجامعات.
من حادثة سرقة متجر الذهب والألماس التي كان يديره بدر حسون في سوق الصاغة بطرابلس، الى محاولة لإحياء حرفة الصابون التي فقد بها أجداده الأمل. منذ سنة 1993، بدأت حكاية "خان الصابون" ولم تنته فصولها. انعطف مصير بدر حسّون المهني في ليلة أمضاها مع زوجته يصنّعان الصابون الطرابلسي بخلطته الأولية: زيت الزيتون، والبلح، والغليسرين، وملونات والعطور. وجاء الأثر سحريًا: نفد كلّ الصابون الّذي عرضه. حينذاك، أدرك أنّ لعالم الصّابون باب فُتح له، فاختار الطريق الأكثر وعورة، إنّما الأكثر تفرّدًا. استندت مهاراته الى التعليم الشخصي، فاستشفّ مفاتيح نجاحه من كتب الكيمياء والتاريخ والفلسفة العربية التي لطالما طالعها بنهم. ثمّ صار بدر حسّون ذلك الخيميائي الّذي حوّل المعرفة الى ماركة عطريّة مسجلّة تكتنز تراث الماضي ونمط الحاضر.
لرؤية بدر حسّون سقف شاهق، جعلته ينحو من الصناعة الحرفية في "خان الصابون" الى الصناعتين البيئية والصناعية في القرية البيئية ، حيث نقدّم لكلّ مستجمّ ضالّته في الاستجمام وتذوّق التراث والعناية بالانسان والأرض.
"خان الصابون" هو ذلك الطموح العائلي الّذي صار مشروعًا وطنيًا يسجّل أمجاده خارج حدود لبنان. منتجاتنا، بخامتها الرخيمة وأناقتها الرّفيعة صارت هدية يتبادلها الملوك ورؤساء الدول. إن التجارب الباهرة لعملائنا الأجانب، جعلت أصداء الأسطورة الذاتية ل"خان الصابون" تتهادى الى كل أرجاء المعمورة، وصارت منتجاتنا عابرة للقارات، فاستقرت في نحو 18 بلدًا عربيًا وفي الشرق الأقصى وأوروبا، حيث يرتبط إسم لبنان باسم مبادر كان يصنع الذهب والألماس صار يصوغ من الصابون جواهر، منها ما تشكّل على هيئة ماركة مسجّلة فاخرة صمّمت خصيصًا لكبريات المستشفيات والمطاعم العالمية.
"أنا أستجيب لحاجات الأرض" يقول بدر حسّون الّذي يلتزم صومعته في "القرية البيئية" تأسست عام 2009) يقيم التجارب ويطوّر المنتوجات، بعدما أعدّ جيلًا متخصّصاً من أبنائه، أحمد للادارة العامة والمحاسبات وأمير للتسويق والعلاقات العامة. يطوف بهذه القرية عبير النباتات العطرية اللطيف، من إكليل الجبل والميرمية وشجر الزيتون. تنتقل هذه الشجرة المقدسة بالزوار الى مقامات روحانية مباركة وُهبت للبنان. تتوالف مع معتقد أطبائنا العرب الّذين آمنوا وأثبتوا أن "العطر يرضي الروح"، تلك الوصفة السحرية التي انطلقوا بها من أرض المشرق نحو العالم، يبهرونه بفتوحاتهم الطبية.
عنوان القرية ضهر العين الكورة






عنوان القرية ضهر العين الكورة













0 comments:

Post a Comment